قصة قصيرة جدا
كانت سماؤهم في الليل تضيء بنورٍ خفيف، والأرض تسبح في الظلال المترامية من خلف الأشجار الطويلة الراعفة. كانوا أربعة : حسام وفارس ، ليلى وغيداء . حملوا على أنفسهم بعض القوة والكره والحقد ، واقتسموا الوعد بأيديهم ليرفعوه إلى القلوب في السماء .
كان الليل أيضا خفيفا، وحركتهم كما الليل خفيفة و لا تملك الأشجار أن توقف تدفق الدم سريعا في عروقهم . أخذوا الأرض فجأة وساد الصمت . كانت رؤوسهم تشتعل من الخوف بأن ينتهي الوعد هنا ، قرب أبعد سلك عنهم ... كانوا مشتركين في نفس التفكير. ولمّا كان لليلى نصيب وافر من اسمها ، كانت أعمقهم في التفكير. " أموت هنا ! أبدا لن يكون مرفأي هنا بدماء لا تكفي عطش الأرض " وانتفضت الأفكار مرات عدة في رأسها إلى أن تعبت من التغيير بين أوجه أصدقائها .. فوقفت !
كان الليل لا يزال بنوره الخفيف يسبح بعق سباته الأسود ، ويستر بعض خلاياهم عن التعرّي للعيون، لكن رجفة فارس جعلته يخرج من الأرض وينتصب وافقا . صوت بعد قليل بجانبه يبحث عن نفس يخرج قريبا لكن ... لا أنفاس هنا .
الليل قريب والضوء زاد خفّة . غيداء تنظر من الأسفل للأسفل وفارس أمامها لا يتحرك إلا من الصدر ، فالنفس قوي هناك ، يرفعه حينا وحينا ينزله لأعمق فكرة قد تأكل رأسه . أفعى مصادفةً قربه . فيقف ... وتبقى غيداء وحدها
أربعة وعود فيها
تزحف للأمام ... والليل مل مكوثه وبدأ بسرد الضوء خلفه .
غيداء وحدها والوعود أعيت عقلها . " لن أذهب إن لم يكن ذهابي يخفي الوعود "
تقف ...
وتصفر الرصاصة في رأسها
وترحل الوعود لغيرهم
في الأرض
في السماء
ترحل الوعود دوما للضياء
ترحل الأحزان
يرحل الشوق
ويبقى الوطن بلا سماء ....
عصفورة